الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كانت زوجتك على ما ذكرت من العناد وكثرة الخروج من بيتك بدون إذنك لزيارة أقاربها، وقد يترتب على ذلك إهمال تربية أولادها فهي آثمة، وتعتبر على خطر عظيم إن لم يمن الله تعالى عليها بالتوبة الصادقة والرجوع عما هي عليه، فالزوج له حقوق كثيرة على زوجته، ومن ذلك عدم الخروج من بيته إلا بإذنه. قال الحافظ ابن حجر عند شرح حديث البخاري: "إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فأذنوا لهن" : قال النووي: "استدل به على أن المرأة لا تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه لتوجه الأمر إلى الأزواج بالإذن". انتهى .
وخروجها بدون إذنك نشوز كما تقدم في الفتوى رقم : 124042. ومع ذلك فينبغي علاج أمرها بحكمة لئلا يتفاقم ويصل إلى مستوى لا يعود معه الاستقرار ممكنا. فراعي نفسيتها وشعورها، وحاول توجيهها برفق ولين. ولك أيضا معاملتها معاملة الناشز وتفصيل ذلك على النحو التالي :
تعظها وتخوفها من سخط الله تعالى وعقوبته، وتذكرها بحقوق الزوج ووجوب طاعته، فإن لم يفد ذلك هجرتها في المضجع بحيث توليها ظهرك في الفراش، فإن لم ينفع ذلك فلك ضربها ضربا غير مبرح لا يكسر عظما ولا يشين جارحة، إن كان الضرب سيفيد، فإن لم يفد ذلك جعلت بعض أهل الخير والفضل وسطاء بينكما للإصلاح . وينبغي أن تعلم أيها الأخ الكريم أن المرأة قد يجد منها الزوج بعض ما يكره من الأخلاق لكن يجد منها ما يحبه ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لايفرك مؤمن مؤمنة -أي لا يبغض - إن كره منها خلقا رضي منها آخر ). رواه مسلم .
والله أعلم.