الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصحك به ـ أولا ـ هو أن لا تستسلم للوساوس وأن لا تسترسل معها وأن لا تفتح على نفسك بابها، فإن ذلك يجر عليك شرا عظيما، وانظر لكيفية التعامل مع الوساوس الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.
واعلم أن النجاسة على الأرض تطهر بصب الماء عليها ومكاثرتها به، كما أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 136667.
وما دمت تصب الماء على النجاسة فتزيلها بعد قضاء حاجتك، فإن ما يتناثر عليك من الرذاذ بعد هذا محكوم بطهارته، لكون النجاسة قد زالت بصب الماء، فلا مسوغ للقلق والوسوسة ـ إذن.
وكذلك قيامك بصب الماء على موضع بول عمك الكبير كان كافيا في تطهيره، فمشيك على موضعه بعد هذا ورجلك رطبة أو مبتلة لا يضر.
وأما الفرش: فإن كنت متيقنا من أن النجاسة قد أصابت أحدها ولم يكن ذلك مجرد وهم أو وسوسة وخفي هذا الفراش الذي أصابته النجاسة، فلا يحصل يقين طهارته إلا بغسل هذه الفرش جميعا، جاء في الروض مع حاشيته: وإن خفي موضع نجاسة في بدن أو ثوب أو بقعة ضيقة وأراد الصلاة غسل وجوبا حتى يجزم بزواله ـ أي زوال النجس ـ لأنه متيقن فلا يزول إلا بيقين الطهارة، فإن لم يعلم جهتها من الثوب غسله كله، وإن علمها في أحد كميه ولا يعرفه غسلهما أو علمها في أحدهما ونسيه غسلهما.
انتهى.
وعليه، فلا تصل على شيء من هذه الفرش قبل غسلها وهذا إذا تيقنت من النجاسة كما تقدم ، وقد بينا الأحوال التي تنتقل فيها النجاسة من جسم لآخر في الفتويين رقم: 116329، ورقم: 117811.
والله أعلم.