الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في نكارة هذا اللفظ وقبحه وأنه مما لا يجوز التلفظ به في حق مسلم، فإنه من سوء القول الذي لا يحبه الله تعالى، كما أخبر عن ذلك بقوله: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم. { النساء: 148 }.
وهو من الفحش والبذاء، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء. أخرجه الترمذي، وقال حسن صحيح.
والدعاء على المسلمين بأن تفتضح أعراضهم من غير جرم اكتسبوه مما لا يقدم عليه من يخشى عاقبة كلامه ويعد كلامه من عمله, والتمازح بمثل هذا من الأمور المذمومة بلا شك, وقد نهى الله تعالى عن أذية المؤمنين وتوعد عليها الوعيد الشديد، فقال جل اسمه: والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا. { الأحزاب: 58 }.
وهذا التأويل الذي يذكرونه لقولهم ذاك تأويل سخيف غير مقبول, فإن المتبادر عند إطلاق هذه العبارة هو المعنى المعروف للعرض, والعرض هو موضع الذم أو المدح من الإنسان كما عرفه العلماء, قال الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله: والعرض: هو موضع المدح والذم من الإنسان, وما يحصل له بذكره بالجميل مدح, وبذكره بالقبيح قدح, وقد يكون ذلك تارة في نفس الإنسان, وتارة في سلفه, أو في أهله. انتهى.
وبما ذكرناه تعلم أن استياءك من هذه المقالة ليس مرضا, بل هو اللائق بكل ذي فطرة سوية, وعليك أن تنهى من يتلفظ بهذا اللفظ وتبين له الوعيد الشديد المترتب على أذية المسلم بغير جرم ارتكبه, فإن لم ينته ويكف عن مثل هذا القول فلك رفع أمره إلى من يمكنه تأديبه وزجره.
والله أعلم.