الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قمت بتشخيص الداء الذي تعانيه ألا وهو داء الغضب والعصبية مع معرفتك بالعلاج الناجع أيضا، وبالتالي فلم يبق إلا أن تعزم عزما مؤكدا على مدافعة غضبك بادئا بالاستعانة بالله تعالى ودعائه والتضرع إليه أن يكفيك شر نفسك، ثم عليك بالتصبر والتحمل وتغيير الحالة التي كنت عليها حيث تجلس إن كنت قائما أو تضطجع إن كنت جالسا إضافة إلى المبادرة إلى الوضوء، والإكثار من ذكر الله تعالى، وراجع المزيد في الفتوى رقم: 8038.
كما ننصحك بالرفق بزوجتك إن كانت حساسة عصبية، مع مراعاة مشاعرها ما استطعت؛ لأن ذلك معين على دوام العشرة بينكما، كما ننصحك بالصبر عليها، فحرصها على تحفيظ القرآن للولد دليل على أنها تحمل خيرا، ولا ينبغي أن يكون تصريحها بعدم حبك مبررا لطلاقها، فليس كل البيوت تبنى على الحب، كما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 67315.
وبيت الزوجية لا يخلو غالبا من مشاكل تعكر صفوته، لكن يمكن للزوجين التغلب عليها بالحكمة والصبر والتحمل وتغليب المصلحة وتفادي هدم كيان الأسرة، فإن الشيطان أحرص ما يكون على إلقاء الفرقة والخصام بينكما، فاحذرا كيده ومكره.
ففي صحيح مسلم عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه، ويقول نعم أنت. قال الأعمش أراه قال فيلتزمه. انتهى.
وبإمكانك أن تجعل بعض أهل الخير والفضل وسطاء بينكما للإصلاح وصفاء المودة بينكما.
وتعليم القرآن لولدكما أجره عظيم وثوابه جزيل فقد قال صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. رواه البخاري وغيره.
وأنت على صواب في طريقة تحفيظ الولد، فإن تخصيص وقت للمراجعة أدعي لتثبيت ما سبق حفظه، إضافة إلى أن الأولى ترك فسحة للولد يستريح فيها ويتسلى ببعض الألعاب والأمور المباحة؛ مخافة أن تدركه السآمة والملل فيكره التعلم والحفظ، وقد ينعكس ذلك على مستوى حفظه، بل ربما قاده ذلك إلى الانقطاع عن الحفظ نهائيا- لا سمح الله - وراجع الفتوى رقم: 74382.
والله أعلم.