الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أولا أن الإحرام هو نية الدخول في النسك , ولا يشترط التلفظ بنيته كما ذكرت في السؤال بل مجرد النية يحصل به الدخول في الإحرام ويجب على المحرم اجتناب محظورات الإحرام , ولا يعد مجرد لبس الاحرام إحراما ما لم ينو مريد الإحرام الدخول في النسك.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله : والمراد بالإحرام النية دون الاغتسال ولبس ثياب الإحرام , وأكثر العامة يحملون معنى الإحرام على لبس ثياب الإحرام وليس كذلك , والإحرام سيأتينا -إن شاء الله- في الباب الذي يلي هذا الباب أنه نية الدخول في النسك , وعلى هذا فمن كان في المدينة وتغسل ولبس ثياب الإحرام ولم يحرم , إلا بذي الحليفة فإنه لم يفعل مكروها ؛ لأن الإحرام هو نية الدخول في النسك , ولم تحصل منه إلا في الميقات . انتهى .
وقال أيضا رحمه الله : قوله : " ونيته شرط " أي : نية النسك , أي : نية الدخول في النسك شرط , فلابد أن ينوي الدخول في النسك , فلو لبى بدون نية الدخول , فإنه لا يكون محرما بمجرد التلبية , ولو لبس ثياب الإحرام بدون نية الدخول , فإنه لا يكون محرما بلبس ثياب الإحرام , فإن التلبية تكون للحاج وغيره , ولبس الإزار والرداء يكون للمحرم وغيره . انتهى .
وعليه فما كان منك من خلع ثياب الإحرام والتطيب وجماع أهلك قبل نية الحرام ليس عليك حرج فيه، ولا يلزمك به شيء لأنك لم تكن تلبست بالإحرام وإنما لبست ثيابه فقط كما هو واضح من سؤالك , وننبهك إلى أن المحرمة لا يجوز لها أن تنتقب حال الإحرام لنهيه صلى الله عليه وسلم عن أن تنتقب المحرمة أو أن تلبس القفازين . وإن شاءت غطت وجهها لا بنقاب كما كان نساء الصحابة يسدلن على وجوههن إذا مر بهن الرجال .
والله أعلم .