تحمل المشاق في طلب العلم وفضل الإقامة بالمدينة

4-9-2010 | إسلام ويب

السؤال:
أنا حائر جدا، وأريد أن تساعدني، فأنا من إسبانيا ولدي 26 عاما, أملي هو أن أكون طالب علم، وفي عام 2006 قبلت للدراسة في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، ولكن عندما وصلت إلى هناك، كنت أشعر بالوحدة والخوف، وعدت إلى إسبانيا بعد أسبوع، ندمت كثيرا على هذا، ولكن بعد بضع سنوات أرسلت أوراقي مرة أخرى للدراسة في الجامعة الإسلامية، والآن في عام 2010 قبلت مرة أخرى، ولكن المشكلة هي أنني ما زلت في بيتي وأشعر أنني عندما أصل إلى المدينة المنورة سأبدأ الشعور بأنني وحيد وأخشى أن أغادر الكلية من جديد، فماذا أفعل؟.
الرجاء مساعدتي.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا ننصحك بإبعاد ما ذكرته من شبخ الخوف والوحدة وأن تحرص على طلب العلم الشرعي وعلى السكن بالمدينة ـ قدر المستطاع ـ وثق أن المدينة بلد الأمان، فقد ثبت في الأحاديث أنها حرم وأنها لا يدخلها الطاعون ولا الدجال وأن هناك ملائكة يحرسونها ويمنعون دخول الدجال إليها وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على السكن بها ووعد من مات بها صابرا على ما يلقاه فيها من التعب أن يكون ممن يشفع فيهم النبي صلى الله عليه وسلم، واعلم أن العلم لا ينال بالراحة، بل لا بد فيه من الرحلة والاغتراب، فكم سافر الطلاب من الأندلس في العصور الأولى إلى المشرق في طلب العلم وتحملوا المشاق في ذلك وتكلفوا نفقاتهم بأنفسهم، وأما أنت الآن: فإن الجامعة تتحمل تكاليف سفرك وإقامتك وإعاشتك، ولا تعيش هناك منفردا، بل تعيش بين مجموعة الطلبة الذين جاءوا من أقطار العالم للدراسة بالجامعة، فاحرص على الصبر على البقاء بالمدينة واستعذ بالله أن تكون ممن تنفيهم المدينة ويجعل الله فيها بدلهم خيرا منهم، ثم إنه لا مانع بعد وصولك للمدينة أن تطلب من الجامعة أن تستقدم لك زوجتك ـ إن كنت متزوجا ـ وأن تتزوج هناك بالمدينة فتجد أهلا تسلم بهم من الوحدة وراجع الفتوى رقم: 63646

والله أعلم.


 

www.islamweb.net