الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فسداد الدين عن الميت واجب وذمة المدين تبقى مشغولة بالدين حتى يسدد ما عليه من مال، روى الإمام أحمد: أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أخيه مات وعليه دين؟ فقال: إن أخاك محبوس بدينه فاقض عنه، فقال: يا رسول الله قد أديت عنه إلا دينارين ادعتهما امرأة وليس لها بينة. قال: فأعطها فإنها محقة.
وإن كنت لم تستطع الوصول إلى الرقم الذي حصل بسببه الدين فبإمكانك أن تتصل على الشركة التي اتصلت عليك وتطلب منها كيفية السداد، أو تبحث باسم المتوفى عن الدين الذي عليه، وهكذا. فإن عجزت عن الوصول إلى سبيل لسداد الدين للشركة ورفضت استلامه منك فيمكنك أن تتصدق به عنها فعلاً للمكن المستطاع، كما فعل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فيروى عنه: أنه اشترى جارية فدخل بيته ليأتي بالثمن فخرج فلم يجد البائع، فجعل يطوف على المساكين ويتصدق عليهم بالثمن ويقول: اللهم عن رب الجارية فإن قبل فذاك وإن لم يقبل فهو لي وعلي له مثله يوم القيامة. وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 125882.
ولا يتصور استحالة الوصول إلى طريق لسداد الحق أو امتناع الشركة من قبول المبلغ الذي اخبرت أنه دين على أبيك، فاسع في سبيل تخليص أبيك من الدين الباقي في ذمته لتخلص نفسه منه ويستريح.
والله أعلم.