الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المذكور قد ضعفه كثير من أهل العلم، وبعضهم صححه، وبعضهم حسنه وبعضهم صححه موقوفاً على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال العجلوني: .. وقد رمز السيوطي لحسنه ولعله لاعتضاده وإلا فقد تكلموا في كثير من رجاله. كشف الخفاء.
وقال الدارقطني: والصحيح عن علي موقوفاً. العلل للدارقطني. وعلى كل حال فالمعنى المشار إليه في الحديث معنى صحيح، وليس فيه ما ينافي الارتقاء في درجات الحب في الله، فالحب في الله من لوازم الإيمان ومن علامات صلاح القلب، ومن أفضل القربات إلى الله، كما أن من سعادة المرء أن يرزقه الله بإخوان يحبهم في الله ويحبونه، لكن المقصود من الحديث النهي عن المبالغة والإفراط الشديد في الحب، وليس المراد أن يكون المرء منقبضاً حذراً من أخيه سيء الظن به، بل الأصل في المسلم سلامة الصدر وإحسان الظن بإخوانه المسلمين وإخلاص المحبة وصفاء الود لهم، لكن اندفاع العواطف حباً وبغضاً إذا جاوز الحد فهو مذموم، ولا شك أن القصد والاعتدال في الأمور مما يوافق الشرع، ومن أسباب طمأنينة النفس وانشراح الصدر، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 137978.
والله أعلم.