الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالرحم الواجب صلتها قد اختلف فيها أهل العلم وهي محصورة ـ على القول الراجح عندنا ـ في حق مَن بينه وبين الشخص محرمية من النسب بحيث يحرم النكاح بينهما لو قدر أحدهما ذكرا والآخر أنثى ـ وهذا محصور في الأبناء والبنات وإن سفلوا، والآباء والأمهات والأجداد والجدات ـ وإن علوا ـ والإخوة والأخوات وأولادهم ـ وإن سفلوا ـ والأعمام والعمات والأخوال والخالات ـ وراجع المزيد في الفتوى رقم: 11449.
وبناء على ذلك فخالتك ممن تجب صلتها ويكون ذلك بما تحصل به صلة الرحم عادة فتارة يكون ذلك بالسلام أو بالزيارة، وتارة بالهدية ونحو ذلك.
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: وأما صلة الرحم: فهي الإحسان إلى الأقارب ـ على حسب حال الواصل والموصول ـ فتارة تكون بالمال وتارة بالخدمة وتارة بالزيارة والسلام وغير ذلك. انتهى.
وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 123691
ولا يسقط وجوب صلة خالتك بدعوى أنها قد سحرتكم؛ بل تجب صلتها بما تحصل به الصلة من اتصال هاتفي ونحو ذلك.. أو بالزيارة مع غض البصر عما يحرم نظره عند زيارتها إن كانت صلتها بالزيارة، مع ضرورة نصح بنات خالتك بوجوب ارتداء الحجاب والتستر عند حضور رجل أجنبي منهن.
وأخيرا ننبه على أنه لا يجوز لكم اتهام خالتكم بالسحر من غير دليل، كما لا يجوز لأخواتك ولا إخوتك مقاطعتها لأجل هذه التهمة. وراجع المزيد في الفتوىرقم: 138238.
واعلم أن تأخر أخواتك عن الزواج وما أصاب إحداهن من مرض إنما هو من قضاء الله وقدره، ولا يلزم أن يكون سببه سحرا، فكم من امرأة تأخر زواجها ولم تكن مسحورة، وكم من مريض لم يكن مسحورا. ويجب الإيمان كذلك أن السحر لا يرد القدر، ومع ذلك فإن تحققتم أن تلك الخالة تعمل لكم السحر أو تسعى في أذاكم فمن حقكم أن تتجنبوا القرب منها إذا لم يمكن تفادي أذاها إلا بذلك.
والله أعلم.