الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما فعلت مع أمك من سقيها ما ذكرت لهو فعل غاية في القبح وإساءة الأدب والعقوق، وهو من أدل الأمور على خطورة رفقاء السوء، وكيف أن الشيطان قد يقود المسلم بفعل المعصية إلى الوقوع فيما هو أكبر منها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ {النور:21}
وقد أحسنت بتوبتك إلى الله تعالى من ذلك واستسماحك أمك، ونرجو أن يكون هذا كافيا في صحة توبتك، فإن إخبارك إياها بحقيقة ما فعلت ليس فيه مصلحة، بل قد يكون ضررا محضا في الغالب، وقد يترتب عليه ما لا تحمد عقباه من المفاسد، فنوصيك بحسن الظن بربك، والإحسان في المستقبل، والحرص على البر بأمك، واجتهدي في محاولة نسيان ما حدث حتى لا يدخل الشيطان الأحزان على نفسك، ويوقعك في القنوط من رحمة الله تعالى، فإنه سبحانه يقول: قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ {الحجر:56}
ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم :118935.
والله أعلم.