الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يغفر لنا ولك، ثم اعلمي أنك ما دمت قد تبت مما فعلت فإن الله تعالى يقبل توبتك ويقيل عثرتك على فرض أن ما وقع كان عن عمد منك، وذلك أن الله تعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وهو تعالى غفور رحيم، فلا يتعاظمه ذنب أن يغفره، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يلزمك شيء زائد على التوبة النصوح إلى الله تعالى.
ولكننا نحب أن نحذرك من التمادي في المراء والجدال المذموم الذي يحمل على إبطال الحق وإحقاق الباطل، فإن أبغض الناس إلى الله الألد الخصم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روى أبو داود عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه.
والله أعلم.