الانتفاع بما ترك الميت من كسب حرام كان يظن أنه حلال

29-9-2010 | إسلام ويب

السؤال:
ورثت مالا عن أبي اختلط فيه الحلال بالحرام من الربا وهو لا يعلم أن فعلته التي كسب منها الحرام عن طريق الربا حرام ـ أي أنه حاول الابتعاد عن الربا، ولكن وقع فيه بصورة أخرى دون علمه ـ وقد كان يحاول أن يبتعد عن المال الحرام بشتي الطرق، لكن الجهل أوقعه في الحرام، المهم أن أبي توفي وهو لا يعلم حرمة ماله، بل علمت أنا بعد موته بأن هذا المال مختلط بكثير من الحرام، فهل عليه ذنب؟ وماذا نفعل نحن الورثة في هذا المال؟ وهل هو حلال؟ أم حرام؟ أم نخرج منه قدر الحرام بالاجتهاد؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دام والدك ـ رحمه الله ـ كان يحاول الابتعاد عن الربا والمال الحرام بشتى الطرق، ولكنه وقع في ذلك بسبب جهله بالحرمة دون تقصير منه في السؤال، فلا يمكن الحكم بإثمه ولا بحرمة هذا المال عليه، فإن أهل العلم ينصون على أن الربا الذي يأخذه صاحبه جهلا ثم يتوب بمجرد العلم بالحرمة فهذا المال حلال له، لقوله تعالى: فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ.

{ البقرة: 275 }. 

وقد سبق لنا بيان ذلك في عدة فتاوى، فراجع منها الفتويين رقم: 132350، ورقم: 32762.

وإذا قلنا بتملك والدك لهذا المال، فإنه حلال لكم ولا يجب عليكم التخلص منه، ومع ذلك فلو أخرجتم قدر الحرام احتياطا كان أفضل وأطيب، وراجع للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 132139، 18275، 9712

والله أعلم.

www.islamweb.net