الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دام هذا الخاطب لم يعقد عليك، فلا حقّ لك فيما دفعه لك مما يعرف بالشبكة، ولا يجوز لك أو لأهلك الامتناع من أدائها إليه، وإلا كان ذلك أكلا لأموال الناس بالباطل، وذلك لأن "الشبكة" في العرف الغالب جزء من المهر، وحتى لو كانت هدية منه وليست من المهر، فهي مبذولة بسبب الزواج ، فالراجح حينئذ أنه يستردها إذا لم يتم الزواج، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 122345.
واعلمي أن ترك هذا الخاطب لك ليس فيه إهانة لك أو تنقيص من كرامتك ، بل قد يكون خيرا لك ، فلعل الله أراد بك خيرا بصرفه عنك، ولعل الله يعوضك خيرا منه. قال ابن القيم : والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئا، وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليّا. اهـ
وينبغي عليك أن تحسني الظن بالله، وتفوضي أمرك إليه ، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا ، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا ، واعلمي أنّ التفاؤل من صفات المؤمن وهو شعور يمنح الإنسان طاقة نفسية تجعله قادراً على مواجهة الصعاب والتغلب على المشكلات، وهو ينبع من حسن ظنه بالله تعالى، وثقته به وتوكله عليه ، وراجعي الفتوى رقم: 124844
كما أن المخاوف إنما تستولي على القلب الضعيف. أمّا القلب القوي المتصل بالله فهو في أمن وسكينة ، فاحرصي على زيادة إيمانك و تقوية صلتك بربك. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 10800
والله أعلم.