الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يغفر لوالدتك ويرحمها ويعافيها ويعفو عنها، ثم اعلم أنكم قصرتم في تعليم أمكم ما يجب عليها في حال مرضها، فعليكم أن تستغفروا الله تعالى.
وأما هي: فإن كانت جاهلة بالحكم تظن أن الصلاة لا تلزمها في حالتها تلك فنرجو أنه لا إثم عليها ـ إن شاء الله ـ وأما إن كانت عالمة بالحكم وأن عليها أن تصلي حسب استطاعتها ثم قصرت: فنرجو الله عز وجل أن يتجاوز عن ذنبها ذاك وأن يرحمها برحمته التي وسعت كل شيء، واجتهدوا في الدعاء لها، فإنه من برها بعد موتها.
وأما ما ذكرت من قوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ.
{ التغابن: 16 }.
وقوله تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا.
{ البقرة: 286 }.
فهو يدل على أن أمك ـ رحمها الله ـ كان يلزمها أن تصلي على حسب حالها ويسقط عنها ما عجزت عنه من شروط الصلاة وأركانها.
وأما الحديث الذي ذكرته: فلا نعلم حديثا ورد بهذا اللفظ، لكن ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا.
فنرجو أن يكون لأمك نصيب من هذا الحديث وأن يكتب لها ما عجزت عن فعله في مرضها من العبادات التي كانت تفعلها في حال الصحة.
والله أعلم.