الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مخرج الذال كماقال ابن الجزري هو من بين طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا
فقد قال في المقدمة:
والطاء والدال وتا منه ومن عليا الثنايا والصفير مستكن
منه ومن فوق الثنايا السلفى والظاء والذال وثا للعليا
من طرفيهما .....انتهى.
وإذا أخرجه القارئ من مخرج الدال وصار المسموع في النطق دالا، فإن هذا يعتبر من اللحن الجلي الذي تمتنع القراءة به على من يستطيع النطق بالحرف نطقا صحيحا.
فقد قال النووي في المجموع: تجب قراءة الفاتحة في الصلاة بجميع حروفها وتشديداتها، وهن أربع عشرة تشديدة في البسملة منهن ثلاث، فلو سقط حرف منها أو خففت مشددا أو أبدل حرفا بحرف مع صحة لسانه لم تصح قراءتها. انتهى.
وأما العاجز عن النطق بالحرف نطقا صحيحا بسبب كونه ألكن أو ألثغ فلا مؤاخذة عليه؛ لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ومثل هذا تصح صلاته ويصح أن يقتدي به مثله.
كما قال النووي في المنهاج: ولا يصح اقتداء قارئ بأمي، وهو من يخل بحرف أو تشديدة من الفاتحة، ومنه أرت: يدغم في غير موضعه، وألثغ: يبدل حرفا بحرف، وتصح بمثله. انتهى.
هذا، وننبه إلى أن مخارج الحروف لا يختلف أمرها في حال السر والجهر.
والله أعلم.