الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعلاقة بين الزوجين ينبغي أن تقوم على التوّاد والتراحم والتفاهم والتغاضي عن الهفوات ومراعاة كلٍّ منهما لظروف الآخر، وأن ينظر كل منهما إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، ويراجع نفسه لعله يكون مقصرا في حقوقه.
فالذي ننصحك به أن تتفاهمي مع زوجك فيما يحصل بينكما من خلاف، وإن كان ثمّ تقصير منك في شيء من حقوقه فعليك تدارك ذلك ومعاشرته بالمعروف، ومناصحته برفق ومطالبته بمعاشرتك بالمعروف كما أمره الله، وأن تبيني له أن الوفاء بالوعد سمة المؤمنين، وأن الإحسان إلى الزوجة من أخلاق الأبرار الصالحين.
وننصحك أن تصبري عليه وتهوني على نفسك ما قد يبدر منه من هفوات، وتعلمي أن تغاضيك عن ذلك لا ينقص من كرامتك، بل يزيدها ويرفع شأنك، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ..وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا.
كما أنّ من محاسن أخلاق المرأة أن تسعى لإرضاء زوجها و لو كان ظالماً لها ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِنِسَائِكُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْوَدُودُ ، الْوَلُودُ ، الْعَؤُودُ عَلَى زَوْجِهَا ، الَّتِي إِذَا آذَتْ أَوْ أُوذِيَتْ ، جَاءَتْ حَتَّى تَأْخُذَ بَيْدَ زَوْجِهَا ، ثُمَّ تَقُولُ وَاللَّهِ لَا أَذُوقُ غُمْضًا حَتَّى تَرْضَى. رواه الطبراني وحسنّه الألباني ، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 2589.
والله أعلم.