الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا تخلو غالباً أسرة من الأسر من وجود مشكلة ما فيها بين الزوجين، وليس هذا بالمستغرب، ولكن الغريب أن لا يتحرى الزوجان الحكمة والرأي السديد وحسن التفاهم للتوصل إلى حل للمشكلة، فينبغي للزوجين أن يستحضرا أن من حكمة الزواج تحقيق الاستقرار النفسي للزوجين، قال الله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الروم:21}، وتتأكد الحاجة إلى هذا الاستقرار إذا رزق الزوجان أولاداً، فحسن العلاقة بين الزوجين له أثره الطيب على حسن تربيتهم، فالذي نوصيكما به هو إصلاح ما بينكما، والحرص على التغاضي عن الزلات، وقبولك بمثل هذه العلاقة بينكما لا تأثمين به، وانظري الفتوى رقم: 97981.
ولكن لا ينبغي ترك الأمر على هذا الحال، فإن أمكن الإصلاح بينكما فالحمد لله، وإلا فليكن التفريق بإحسان، وننبه إلى أن قول الزوج لزوجته (حياتك معي في البيت انتهت نهائياً) يعتبر من كنايات الطلاق، فإذا قصد بها الزوج إيقاع الطلاق وقع طلاقه، وإلا فلا. وراجعي الفتوى رقم: 55878.
والله أعلم.