الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أولا أن ضابط الإصابة بالسلس هو ألا تجدي في أثناء وقت الصلاة زمنا يتسع لفعلها بطهارة صحيحة دون أن يخرج منك شيء، فإذا كنت لا تجدين هذا الوقت في أثناء وقت الصلاة فأنت مصابة بالسلس، وأما إن كنت تجدين الوقت الذي يكفي لأداء الصلاة بطهارة صحيحة فعليك أن تنتظري إلى هذا الوقت حتى تصلي فيه وانظري الفتوى رقم: 119395.
والذي يظهر أنك لست مصابة بسلس البول، ومن ثم فعليك أن تنتظري حتى يتوقف خروج البول ثم تتوضئي وتصلي، وقد بينا ما يفعله من يخرج منه قطرات البول بعد التبول في الفتوى رقم: 137552.
وأما الإفرازات الأخرى فإن كانت رطوبات الفرج فهي طاهرة لا يلزم الاستنجاء منها على الراجح، وإن كان خروجها لا يتوقف في أثناء وقت الصلاة بحيث تتمكنين من فعل الصلاة بطهارة صحيحة فعليك أن تتوضئي للصلاة بعد دخول وقتها وتصلين بوضوئك ذاك الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت أو تحدثي حدثا آخر غير حدثك الدائم، وانظري الفتوى رقم: 130475.
وأما إن كان ذلك مذيا أو وديا وكان خروجه لا يتوقف في أثناء وقت الصلاة على ما مر فعليك التحفظ بشد خرقة أو نحوها على الموضع ثم تتوضئين لكل صلاة بعد دخول الوقت كما وصفنا، وقد بينا أنواع الإفرازات الخارجة من فرج المرأة وحكم كل منها في الفتوى رقم: 110928، وإن كنت مصابة بشيء من الوسوسة فأعرضي عن الوساوس ولا تسترسلي معها فإن فتح باب الوسوسة من أعظم أبواب الشر، وانظري الفتوى رقم 51601.
والله أعلم.