الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد وردت نصوص الوحي الكريم بأنه لا إثم على من أكره على الفعل، قال الله تعالى: مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النحل:106}، وإذا كان هذا في الكفر بالله تعالى فغيره أولى بعدم المؤاخذة مع الإكراه، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه.
فإن كانت المرأة ذات خلق ودين غير متهمة ولا معروفة بمخالطة الرجال الأجانب ونحو ذلك من التساهل في حفظ نفسها وعرضها، فتوكل على الله وتزوجها وفاء بالوعد وجبرا لمصيبتها، وما فاتك منها بسبب الاغتصاب إن تم ذلك يعوضه لك خلقها ودينها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
ولأنه لا يوجد مانع من زواجها إذا كانت مؤمنة عفيفة، لا سيما وأن ما حدث لها لم يكن بمقدورها دفعه، فينبغي نسيانه وأكثر من صلاة الاستخارة وكررها، فإن تيسر الموضوع فأتممه، ولا تلتفت إلى أي وساوس بعد ذلك، وإن لم يتيسر فاتركه، ولا يلحقك إثم بتركه، فالخطبة مجرد مواعدة بين الطرفين فلكل منهما فسخها متى شاء، وسواء أقدمت على الزواج من هذه الفتاة أو تركتها فاكتم موضوع اغتصابها واسترها ولا تفضحها.
والله أعلم.