الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن نبهنا على أنه مما أذن فيه الشرع أن يتخير المسلم من الدعاء أعجبه إليه، حتى ولو لم يكن ثابتا بلفظه في السنة، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فليدع الله عز وجل. رواه البخاري والنسائي. واللفظ له.
ومع ذلك فيبقى الفضل للمأخوذ من كتاب الله والمأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراجع في ذلك الفتويين: 120365، 52405.
وهذا لا يتعارض مع ما ذكرناه في الفتوى المشار إليها في السؤال، فإن فيها النص على أن الأدعية المطلقة إنما تحظر بقيد بيناه بقولنا هناك: " ما يلتزم المرء فيها بعدد ووقت معين، معتقدا سنيته أو فضيلته ". وإلى هذا أشار الشيخ بكر أبوزيد بكلمة "تسنُّنَا" في قوله رحمه الله: "كل من أحدث في التعبد ـ كالذكر والدعاء المقيد ـ ما ليس منه تسننا ... ".
وقد سبق أن أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 132875.
والله أعلم.