الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز تصوير ذوات الأرواح، لما ورد من النهي عن ذلك في السنة، وأما إن وجدت مصلحة شرعية معتبرة لهذا التصوير، فلا حرج في ذلك إن روعيت الضوابط الشرعية التي قد بيناها مع بسط القول في هذه المسألة في الفتوى رقم: 3127.
والخلاصة: أن ما كان من ذلك يدعو للفضيلة ويقوم بدور في تعليم آداب الإسلام وأحكامه، مع خلوه من الحرام ـ كالموسيقى والصور المبتذلة مثلاً ـ فلا حرج فيه على الراجح، فقد استثنى جمهور أهل العلم من حرمة التصوير ما كان للأطفال لغاية تعليمهم وتأديبهم، كما نبهنا عليه في الفتوى رقم: 17410.
وأما بخصوص تفصيل حكم الصور بحسب كونها رأس إنسان وجسم حيوان، أو العكس، فالخلاصة: أن ذوات الأرواح تشمل الإنسان والحيوان، والمعتبر في منع ذلك إنما هو الرأس، فإن وجدت الرأس فهي صورة محرمة، وإن لم توجد فلا صورة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الصورة الرأس، فإذا قطع الرأس فلا صورة. رواه الإسماعيلي، وصححه الألباني.
وراجع في ذلك الفتويين رقم: 33103، ورقم: 118104.
وبذلك يعرف أن الرأس لو كانت على شكل قطعة من الفاكهة فلا حرج فيها، فليست الفاكهة من ذوات الأرواح. ويبقى جواب السؤال الأول وهو في الحقيقة فرع لأصل حكم التصوير، فما جاز فعله من هذه الرسوم جاز شراؤه، وجاز القيام بتحريكه وإضافة التعبير والصوت له، وما لا يجوز فعله لا يجوز شراؤه ولا القيام بتحريكه وإضافة التعبير والصوت له.
والله أعلم.