الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك التوبة النصوح إلى الله بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود لهذا الفعل، وأما إخبارك زوجك بما وقع منك فلا يجوز، وحذار من ذلك، وإنما عليك بالستر على نفسك، فلا تخبري أحداً بذلك، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ.
وأما خوفك من إصابتك بمرض الإيدز فما دمت سألت الطبيبات المتخصصات وأخبرنك بانتفاء احتمال إصابتك به، فلا مسوّغ لخوفك من ذلك.
واعلمي أن التوبة الصحيحة تمحو ما قبلها، وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 2969.
وننبهك إلى أن الوقوع في المحرمات يكون بسبب التهاون في التزام حدود الله، فعليك المحافظة على حدود الشرع، والبعد عن أبواب الفتن ومواطن الريب، فإن الشرع قد حرّم كل ما يفضي إلى الحرام ويدعو إليه، فمن ذلك تحريم الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية، والحديث بينهما لا يكون إلا للحاجة والمصلحة المعتبرة شرعاً وفي حدود الاحتشام والجدية، والبعد عن كل ما يثير الفتنة من الخلاعة والليونة وإزالة الكلفة، والمرأة مأمورة بالحجاب و غض البصر، وراجعي الفتوى رقم: 12928.
والله أعلم.