الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أن العلاقة بين المرأة والرجل الأجنبي بغير زواج علاقة محرمة، وإذا كانت هذه العلاقة بين مسلمة وكافر فذلك أشد وأقبح، كما بيناه في الفتوى رقم: 130336.
فما تفعله هذه المرأة من محادثة شاب نصراني على النحو الذي ذكرت فهو منكر شنيع لا يجوز لك السكوت عليه ما دام مستمراً، قال النووي في كلامه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: .. ثم إنه قد يتعين كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو أو لا يتمكن من إزالته إلا هو... شرح النووي على مسلم.
فالواجب عليك نصح هذه المرأة، وأن تبيني لها حرمة هذا الأمر وتهدديها بإخبار أهلها وخاطبها إذا لم تنته عن هذا المنكر، فإن لم تتب إلى الله عز وجل وتمتنع، فلتخبري خطيبها بذلك، فقد نص بعض العلماء على وجوب بيان عيوب الخاطب من غير طلب المشورة.
قال الرملي: ومن استشير في خاطب أو نحو عالم لمن يريد الاجتماع به أو معاملته هل يصلح أو لا أو لم يستشر في ذلك كما يجب على من علم بالمبيع عيباً أن يخبر به من يريد شراءه مطلقاً.. وجوباً كما في الأذكار والرياض وشرح مسلم كفتاوى القفال وابن الصلاح وابن عبد السلام. نهاية المحتاج.
وننبهك إلى أن التجسس على المسلم حرام، ولا يجوز إلا في أحوال معينة سبق بيانها في الفتوى رقم: 15454، والفتوى رقم: 57410.
والله أعلم.