الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس من شك أن إخفاء الصدقة من أفضل ما يتقرب به إلى الله تعالى، وقد ورد في السبعة الذي يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله قوله صلى الله عليه وسلم: حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. مبالغة في التخفي والإخلاص ابتغاء وجه الله، إلا أنه من المعلوم عند المسلم أن الكذب حرام، ولا يجوز اللجوء إليه إلا في أضيق الحدود عند الضرورة أو الحاجة بحيث لا توجد وسيلة أخرى مشروعة لتحقيق الغرض المطلوب منه. وقد تدعو الحاجة إلى كتمان المال، كما قال بعض أهل العلم: إن المال من جملة السر فلا ينبغي الإخبار به، أو بقدره.. كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 134124 . ويمكن لمن أراد كتم ماله أو صدقته أن يستعمل التورية والمعاريض فلا يقع في الكذب المحرم. والتورية هي: أن يقول المتكلم كلاما محتملا لأكثر من معنى فيفهم منه السامع خلاف ما يريده المتكلم، وكان السلف الصالح يستعملون المعاريض والتورية في الكلام خشية الوقوع في الكذب.
وقد صح عن عمران بن حصين رضي الله عنه قوله: "إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب " رواه البخاري في الأدب المفرد.
وانظر الفتويين التاليتين: 39152، 1126.
والله أعلم.