الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس بين هذين الحديثين تعارض وذلك لسببين:
السبب الأول: أن الحديث الأول حديث صحيح رواه مسلم في صحيحه، وأما الحديث الثاني فمختلف في صحته، فقد ضعفه جمع من أهل العلم، ولا تعارض بين حديث صحيح وحديث ضعيف. وراجع الفتوى رقم: 36256.
السبب الثاني: أنه على فرض صحة الحديث الثاني، كما ذهب إليه بعض العلماء.
فقد قال النووي: وأما حديث فاطمة بنت قيس مع ابن أم مكتوم فليس فيه إذن لها في النظر إليه, بل فيه أنها تأمن عنده من نظر غيرها، وهي مأمورة بغض بصرها فيمكنها الاحتراز عن النظر بلا مشقة بخلاف مكثها في بيت أم شريك. اهـ. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 72743.
وأما مسألة الخلوة به فاعلم أنه لا يلزم من أمره أن تعتد في بيته أن يخلو بها، فليس في القصة أنه كان وحده في البيت، وما كان الرسول صلى الله عليه وسلم لينقلها من نظرة إلى ما هو أعظم منها خطرا وهو الخلوة وإنما ينقلها إلى حيث الأمان من الخلوة ومن النظر المحرم وغيره.