الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الحال كما ذكرت من تفضيل أمك لإخوتك عليك، وقيامها بسبك دون مسوّغ، فهي ظالمة لك، لكن ذلك لا يسقط حقها عليك في البر، ولا يبيح لك رفع صوتك عليها أو الإغلاظ لها في الكلام أو نحو ذلك، وإنما الواجب عليك برها وطاعتها في المعروف، وعليك أن تنصحي أخواتك وتخوفيهن عاقبة عقوق أمهم وإساءتهم إليها.
وإذا قمت بما يجب عليك من بر أمك، فلا تكونين عاقة ولا يضرك دعاؤها عليك –بإذن الله-
واعلمي أنّ مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان ، قال تعالى : وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}
فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء فكيف بالوالدين اللذين هما أرحم الناس بولدهما ؟
وأبشري خيرا ببركة برّك بأمك فإنه من أحب الأعمال إلى الله ومن أعظم أسباب رضوانه.
والله أعلم.