الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن بعض هذه التصرفات التي ذكرتها عن هذه الزوجة تصرفات قبيحة ومحرمة، فإن الله تعالى قد جعل القوامة للزوج على زوجته، قال تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ.
{النساء: 34}.
وبين النبي صلى الله عليه وسلم عظم حق الزوج على زوجته، وراجع نصوص الشرع في هذا في الفتوى رقم: 52900.
وتعالي هذه المرأة على زوجها ورفع صوتها عليه ونحو هذا تفريط منها في حق الزوج ونشوز تسقط به نفقتها ويحق لزوجها تأديبها عليه، وكيفية علاج نشوز المرأة مبينة في الفتوى رقم: 1103.
ويجب على الزوجة طاعة زوجها فيما يأمرها به مما هو متعلق بأمور النكاح وليس فيه معصية لله تعالى ولا يلزم لطاعتها إياه في ذلك أن تقتنع به، وراجع الفتوى رقم: 64287.
ولعل من المناسب هنا أن ننبه إلى أن قوامة الزوج على زوجته لا يعني تسلطه عليها، أو هضمه لحقوقها وشخصيتها بحيث لا تكون لها شخصيتها المستقلة التي تتصرف بها في حدود ما جاء به الشرع، وانظر الفتوى رقم: 18814.
ويحرم على المرأة التشبه بالرجل في كل ما جرى عرف الناس بأنه مختص بالرجل من ملبس، أو مشبه، أو كلام ونحو ذلك، قال ابن حجر الهتمي في كتابه: الزواجر عن اقتراف الكبائر: الكبيرة السابعة بعد المائة: تشبه الرجال بالنساء فيما يختص به عرفا غالبا ـ من لباس، أو كلام، أو حركة، أو نحوها وعكسه. اهـ.
ويعني بقوله: وعكسه ـ تشبه المرأة بالرجال في ذلك أيضا.
وقال الحافظ في الفتح: قال الطبري: المعنى: لا يجوز للرجال التشبه بالنساء في اللباس والزينة التي تختص بالنساء ولا العكس، قلت: وكذا في الكلام والمشي، فأما هيئة اللباس فتختلف باختلاف عادة كل بلد، فرب قوم لا يفترق زي نسائهم من رجالهم في اللبس، لكن يمتاز النساء بالاحتجاب والاستتار. اهـ.
وعلى هذا، فإذا تشبهت المرأة بالرجل في أسلوب كلامها كان ذلك داخلا في التشبه المنهي عنه والملعون فاعله.
والله أعلم.