الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت ببرك بوالديك وحرصك على الإحسان إليهما، وهما يستحقان البر والإحسان بلا شك، فمكانتهما عظيمة وحقهما على الولد كبير، فمهما يقدم لهما من الخير فحقهما أعظم من ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 8173.
وجزى الله تعالى زوجك خيراً بحرصه على الإحسان إلى أصهاره، فهذا من المعاشرة بالمعروف، وينبغي للوالدين أن يحفظا لك هذا الجميل، وإن صدر منهما أذى تجاهك، أو إعراض فاصبري عليهما، فالصبر عاقبته خير، وراجعي في فضل الصبر الفتوى رقم: 18103.
وكوني على حذر من الإساءة إليهما بأدنى درجات الإساءة، لئلا تقعي في العقوق، وانظري الفتوى رقم: 74845.
ونوصيك بالدعاء أن يصلح الله حالهما ويصلح ما بينك وبينهما، وعليك بأن تبيني للعقلاء من إخوتك حقيقة ما يحصل منكما مع الوالدين، والاستعانة بهم، أو بغيرهم من الأقارب في الإصلاح بينك وبينهما، وعليك بمواصلة الإحسان إليهما ومحاولة صلتهما وإن قطعوك، وإذا لم يقع تقصير من قبلك تجاههما، فلا يلحقك إثم ولا تكونين قاطعة للرحم ولا تضرك إساءتهما، وضرر ذلك يرجع عليهما، وللفائدة انظري الفتويين رقم: 75361، ورقم: 31904.
والله أعلم.