الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الحال كما ذكرت، فلا يلزمك استئذان والدك في السفر ولا تكون عاقاً بمخالفته فيه، فقد نص أهل العلم على جواز سفر الولد للتجارة ونحوها بغير إذن الوالدين ما دام السفر مأموناً، قال ابن نجيم الحنفي: وأما سفر التجارة والحج: فلا بأس بأن يخرج بغير إذن والديه، لأنه ليس فيه خوف هلاكه.
وقال الأنصاري الشافعي: أما السفر الذي يغلب فيه الأمن: فلا منع منه لتجارة، أو غيرها كي لا ينقطع معاشه ويضطرب أمره.
لكن الذي ننصحك به أن تجتهد في إقناع والدك بسفرك وتسترضيه بكل سبيل مشروع، فإن أصر على الرفض ولم يكن عليك ضرر في ترك السفر فالأولى تركه براً بوالدك، فإن بر الوالد من أفضل القربات عند الله، فعن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع هذا الباب، أو احفظه. رواه ابن ماجه والترمذي.
والله أعلم.