الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تكلم المظلوم عن ظلم الظالم له أمام الآخرين تظلما، أو تحذيرا لا إثم فيه عليه، ولا يعد من الغيبة المحرمة وخاصة إذا كان الظالم لا يقبل النصيحة، والدليل على ذلك قول الله تعالى: لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً.
{النساء: 148 }.
وقول رسوله صلى الله عليه وسلم قال: ليّ الواجد يحل عرضه وعقوبته.
رواه أبو داود وغيره.
ولمعرفة متى تباح الغيبة انظري الفتوى رقم: 6082.
ومجرد كلام المظلوم عن ظالمه لا يعتبر أخذا بكامل بحقه ولا يسقط المطالبة به ولا الإثم عن الظالم ما لم يعف عنه صاحب الحق برضاه وطيب نفسه، وإن كان الدعاء على الظالم يخفف عنه الإثم وقد وردت بذلك أحاديث كقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة حين دعت على من سرق شيئا من متاعها: لا تسبخي عنه.
رواه أبو داود.
أي لا تخففي عنه الإثم الذي يستحقه ـ هكذا قال الصنعاني في سبل السلام.
ودعاء المظلوم من الأدعية التي لا ترد، فقد روى الإمام أحمد وغيره، وصححه الأناؤوط: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا يرد دعاؤهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام يوم القيامة ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب عز وجل: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين.
وللمزيد من الفائدة عن الأغراض المبيحة للغيبة وشكوى المظلوم انظري الفتويين رقم: 17592، ورقم: 131399، وما أحيل عليه فيهما.
والله أعلم.