الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يحق للأم أن تتدخل في حياة أولادها المتزوجين إلا بنصح، أو مشورة بالمعروف، ولا يجوز لها أن تهين زوجات أبنائها، لكن ذلك لا يبيح لأولادها أن يسيئوا إليها، أو يقصروا في حقها، فإن حق الأم على أولادها عظيم وبرها من أوجب الواجبات مهما كان حالها، والذي ننصحكم به أن تحرصوا على بر أمكم ورعايتها وطاعتها في المعروف وتجتنبوا ما يغضبها وتظهروا لها مودتكم ومزيد اهتمامكم بها وحرصكم على إرضائها، وتتعاملوا معها بالحكمة فتجمعوا بين برها وبين إحسان عشرة زوجاتكم، وذلك بالمداراة واستعمال المعاريض والتورية، وانظر في بيان ذلك الفتوى رقم:68919.
كما أنّ الحرص على لين الكلام ومقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ.{ فصلت: 34}.
فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء فكيف بالأم التي هي أرحم الناس بولدها ؟ أما عن أمر الوالدة بالمعروف ونهيها عن المنكر: فلا بد أن يكون برفق وأدب ولا يجوز لكم أن تنهروها، أو تغلظوا لها في الكلام، قال ابن مفلح: قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمَا عَنْ الْمُنْكَرِ، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ يُعَلِّمُهُ بِغَيْرِ عُنْفٍ وَلَا إسَاءَةٍ وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ، وَإِلَّا تَرَكَهُ، وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ.
وانظر الفتوى رقم: 65179.
والله أعلم.