الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف على عدد معين لمن أسلم من أهل الحبشة عند هجرة المسلمين إليها في بداية ظهور الإسلام، وقد ذكر لنا أهل السير والتواريخ عدد من هاجر من المسلمين إلى الحبشة في الهجرة الأولى والثانية وأنهم كانوا في الأولى: اثني عشر رجلاً وأربع نسوة، وفي الثانية: ثلاثة وثمانين رجلاً وثماني عشرة امرأة، أو تسع عشرة امرأة، ولكنهم لم يذكروا لنا عدد من أسلم من أهل الحبشة.
ولا شك أن الإسلام دخل الحبشة بمجيء المسلمين إليها، فقد أسلم ملكهم العادل أصحمة ـ رضي الله عنه ـ وهذا يقتضي دخول غيره معه في الإسلام، وقد ذكر المزي في تهذيب الكمال أن النجاشي ملك الحبشة ولد له ولد بعد ما ولدت أسماء بنت عميس ابنها عبد الله بأيام فأرسل إلى جعفر ما أسميت ابنك؟ قال: عبد الله، فسمى النجاشي ابنه عبد الله وأخذته أسماء بنت عميس فأرضعته حتى فطمته بلبن عبد الله بن جعفر ونزلت بذلك عندهم منزلة، فكان من أسلم من الحبشة بعد يأتي أسماء يخبرها خبرهم.
والله أعلم.