الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما وصفت به أباك من سبه لله وللدين كفر مخرج من الملة، فإن سب الله وسب الدين كفر بلا شك.
أما عن جواز انتفاعك بماله، فإن كان ماله مختلطا بعضه حرام وبعضه حلال، فالراجح عندنا جواز الانتفاع به مع الكراهة، وانظري الفتوى رقم: 6880.
وأمّا إن كان ماله كلّه حراما فلا يجوز لك الأكل من ماله أو الانتفاع به، إلا أن تكوني مضطرة له فيجوز لك الأكل بقدر الحاجة، وانظري الفتوى رقم: 20986.
واعلمي أن ما عليه أبوك من المنكرات الشنيعة والكبائر العظيمة، إلا أن حقه عليك لا يسقط، فقد أمر الله بمصاحبة الوالدين بالمعروف ولو كانا مشركين يدعوان ولدهما إلى الشرك بالله والكفر به.
ومن حقه عليك أن تأمريه بالمعروف وتنهيه عن المنكر، وذلك من أعظم أنواع البر به والإحسان إليه، فعليك أن تنصحي والدك وتخوفيه من اجترائه على هذه الكبائر وتركه للفرائض، على أن يكون ذلك بأدب ورفق من غير رفع صوت أو إغلاظ في القول، وينبغي أن تبذلي جهدك في استصلاحه وإعانته على التوبة والاستقامة.
ويمكنك الاستعانة على ذلك ببعض الصالحين من الأقارب أو غيرهم، وحثه على مصاحبة الصالحين وحضور مجالس العلم والذكر مع كثرة الدعاء له بالهداية، وانظري الفتوى رقم: 7947.
والله أعلم.