الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف الفقهاء في حكم تارك الصلاة كسلاً، فالجمهور على أنه لا يخرج بذلك من ملة الإسلام، وذهب بعض الفقهاء إلى أنه يخرج بذلك عن الإسلام، ولكل من الفريقين أدلته، والمسألة محل اجتهاد، وعلى قول الجمهور فلا يحرم عليك البقاء في عصمته، وراجعي الفتوى رقم: 140282.
وإذا ظهرت لك المصلحة في البقاء معه فعليك بالدعاء له بالتوبة والهداية والاستمرار في مناصحته برفق ولين، وذكريه بأنه لا يجوز له ترك شيء من دينه لأجل تصرف ذلك الشخص معه، فالإسلام حجة على المسلمين وليس المسلمون حجة على الإسلام ولو كان الأمر كذلك لترك أكثر الناس دينهم وواجباتهم لما يرون من تفريط كثير من المسلمين في دينهم.
وأما تسويفه بأنه سيصلي: فغرور منه، فما يدريه أن يعيش حتى يصلي فقد يأتيه الموت بغتة فيندم حيث لا ينفع الندم، قال الله تعالى: حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {المؤمنون:99-100}.
والحاصل أن لك الصبر عليه، ولكن إن تمادى في غيه وأصر على تركه للصلاة فلا خير لك في البقاء في عصمته، فالأولى أن تطلبي منه الطلاق، وراجعي الفتوى رقم: 141791.
والله أعلم.