الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل في العبادات أن يقصد بها صاحبها وجه الله وحده لقوله تعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا. {الكهف:110}.
ولا شك أن حسن الخلق من العبادات التي أمر بها الشرع في مثل قوله تعالى: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا {البقرة: 83} وقوله تعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. {آل عمران:134}. وفي سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم. صححه الألباني.
وعليه فمن كان يرجو ثواب الله سبحانه على هذه الأخلاق فليجعلها خالصة لوجه الله تعالى, فمن فعل ذلك ابتغاء رضوان الله فهذا قد وقع أجره على الله, أما من حسَّن أخلاقه لأجل منفعة دنيوية لا ينوي بفعله إلا ذلك فهذا لا أجر له.
ومن حسنها ابتغاء رضوان الله ثم قصد مع ذلك منفعة دنيوية فهذا لا يبطل عمله إن شاء الله ولكن لا يكون ثوابه كثواب من جرد العمل لله وحده.
والله أعلم.