الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمجرد انفصال الوالدين لا يبيح التقصير في حق أحدهما, وإنما تجب المداومة على برهما وطاعتهما في المعروف ولا تجوز طاعة أحد الوالدين في مقاطعة الآخر, فما كان منكم من قاطعة والدكم وهجره على النحو المذكور مع القدرة على الوصول إليه وسداد الواجب نحوه فهو عقوق له, وعقوق الوالدين من أكبر الكبائر لكن من رحمة الله أنه مهما عظم الذنب، فإن التوبة الصحيحة تمحو أثر الذنب, فالواجب عليكم التوبة إلى الله والإكثار من الأعمال الصالحة, واستدراك ما فاتكم من بر والدكم, وذلك بالدعاء له والصدقة عنه وصلة الرحم وإكرام أصدقائه, وعليكم أن تتعرفوا على أقاربكم من جهته حتى تتمكنوا من صلتهم, فقد حث الشرع على معرفة النسب الذي تحصل به الصلة، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر. رواه الترمذي.
والله أعلم.