الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإحسان إلى القطط أمر مشروع ويرجى لصاحبه الأجر ـ إن شاء الله ـ لما في حديث الصحيحين: في كل كبد رطبة أجر ، وأما ما حصل من موت القطتين الصغيرتين: فلا مؤاخذة فيه عليكم ولا يدخل فيما ورد في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم: عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار، قال: فقال ـ والله أعلم: لا أنت أطعمتها ولا سقيتها حين حبستها، ولا أنت أرسلتها فأكلت من خشاش الأرض.
وذلك لأنكم حاولتم إخراجهما وكنتم تظنون أن الأم ترضعهما ولم تقصدوا حبسهما ومنعهما من الخروج للخارج بحثا عن الطعام، فما حصل يعتبر خطئا ولا إثم فيه ـ إن شاء الله ـ فقد قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا {الأحزاب:5}.
وروى ابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ، وقال ابن جزي في القوانين الفقهية: وكل من فعل ما يجوز له فتولد منه تلف لم يضمن. انتهى.
وأما الإكثار من الاستغفار والتوبة وأعمال الخير: فإن المسلم مطالب بذلك ولو لم يحصل منه ذنب.
والله أعلم.