الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان هذا الشخص قد تاب وأقلع عن معصيته، فلا يجوز هجره لما سبق منه من المعصية، فإن التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، واعلم أن الجمهور لا يشترطون لزوال التهاجر الرجوع إلى الحال الأول قبل التهاجر، وإنما يزول التهاجر بمجرد السلام، قال ابن حجر: قال أكثر العلماء تزول الهجرة بمجرد السلام ورده، وقال أحمد لا يبرأ من الهجرة إلا بعوده إلى الحال التي كان عليها أولاً، وقال ـ أيضاً ـ ترك الكلام إن كان يؤذيه لم تنقطع الهجرة بالسلام، وكذا قال ابن القاسم.
فينبغي أن تترك هجر هذا الشخص ما دام لا يظهر منه منكر ولا يلحقك منه أذى، وإذا عاد إلى المعصية، أو الدعاية لها، أو لم يظهر منه صلاح وتوبة فاهجره وابتعد عنه حتى لا يفتنك مرة أخرى، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 132999.
والله أعلم.