الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم يتكلم الفقهاء ـ حسب اطلاعنا ـ عن رطوبة تخرج من فرج الذكر سوى الإفرازات المعروفة من البول والمني والمذي والودي، وهذا السائل الذي تراه قد يكون من الودي، فإن العلماء ذكروا أنه يخرج لمرض ونحوه، وإن كان الغالب أنه يخرج عقب البول، قال الصاوي في حاشيته على الشرح الصغير: وَالْوَدْيُ: وَهُوَ مَاءٌ خَاثِرٌ يَخْرُجُ مِنْ الذَّكَرِ بِلَا لَذَّةٍ، بَلْ لِنَحْوِ مَرَض،ٍ أَوْ يُبْسِ طَبِيعَةٍ وَغَالِبًا يَكُونُ خُرُوجُهُ عَقِبَ الْبَوْلِ. انتهى.
وقد يكون مذيا فإنه قد يخرج لعلة كذلك، جاء في حاشية الدسوقي: إذا كان سلس المذي لبرودة وعلة كاختلال مزاج فهذه لا يجب فيها الوضوء مطلقا ـ قدر على رفعه أم لا ـ إلا إذا فارق أكثر الزمان. انتهى.
وهذا بناء على قول المالكية من عدم وجوب الوضوء من الحدث الدائم، والراجح عندنا خلافه.
وأيا ما كان هذا السائل فإنه نجس يجب عليك أن تستبرئ منه وتتوضأ وضوءك للصلاة، ثم إن كان خروجه مستمرا بحيث لا تجد في أثناء وقت الصلاة زمنا يكفي للطهارة والصلاة فيجب عليك ما يجب على المصاب بالسلس من الوضوء لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل حتى يخرج ذلك الوقت.
والله أعلم.