الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أن بر الأم من أوجب الواجبات ومن أفضل القربات، ومع ذلك فلا يلزمك أن تعطي لأمك من مالك ما لا حاجة لها به، أو ما يضرك إعطاؤه، لكن عليك أن تبرها بما تقدر عليه وتتلطف في الاعتذار لها عما لا تقدر عليه، والأولى أن تعطيها ما لا يلحقك ضرر بإعطائه ـ سواء أخذته لنفسها، أو أعطته لإخوتك ـ جاء في الفروق للقرافي: قيل لمالك: يا أبا عبد الله: لي والدة وأخت وزوجة فكلما رأت لي شيئاً قالت: أعط هذا لأختك، فإن منعتها ذلك سبتني ودعت علي ـ قال له مالك: ما أرى أن تغايظها وتخلص منها بما قدرت عليه ـ أي وتخلص من سخطها بما قدرت عليه.
والله أعلم.