الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أن حق الوالد عظيم وبره من أهم أسباب رضا الله كما أن عقوقه من أهم أسباب سخط الله، ومهما كان حاله فإن حقه في البر لا يسقط، فالواجب عليك مداومة بر والدك والإحسان إليه، ولا مانع من مطالبته بالعدل بين أولاده ومناصحته بالرفق والأدب، أو الاستعانة بمن ينصحه ممن يقبل نصحه والإكثار من الدعاء له، وينبغي ألا تستسلم لمشاعر الكراهية نحو والدك، فإن غلبتك هذه المشاعر فلا يجوز لك الامتناع من زيارته بسببها، فإذا قمت بما يجب عليك تجاهه من البر فلا تضرك هذه الكراهية، واعلم أن مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. {فصلت:34}، فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء فكيف بالوالدين اللذين هما أرحم الناس بولدهما؟ ونذكرك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع هذا الباب أو احفظه. رواه ابن ماجه والترمذي.
والله أعلم.