الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فدعاء الاستخارة هو: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلَا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي به. وانظر الفتوى رقم: 103976 , والفتوى رقم: 61077 .
وأما دعاء السجدة فإن كنت تعني دعاء سجدة التلاوة فمما ورد في ذلك دعاء: سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ. رواه أحمد وأبو داوود والترمذي. وأيضا دعاء: اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أَجْرًا وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا وَتَقَبَّلْهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ. رواه الترمذي .
وإن كنت تعني الدعاء في السجود عموما فالإنسان مخير في أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ... وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ ... رواه مسلم.
وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في سجوده: اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ. رواه مالك ومسلم.
وكان من دعائه أيضا: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي. وأيضا: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ وَجِلَّهُ وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ. رواه مسلم وأبو داوود , وغير ذلك من الأدعية الواردة في السنة .
والعادة السرية محرمة كما بيناه في عدة فتاوى كالفتوى رقم: 7170، ولكن الصلاة تصح في الغرفة التي فعلت فيها تلك العادة السيئة لأن الصلاة تصح في أي مكان طاهر؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ... وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا. متفق عليه. ولقوله صلى الله عليه وسلم : الْأَرْضُ كُلُّهَا مَسْجِدٌ إِلَّا الْمَقْبَرَةَ وَالْحَمَّامَ. رواه أحمد وأبو داوود والترمذي وابن ماجه.
والله أعلم.