الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج عليك أن تعرضي نفسك للزواج من ابن خالتك مع مراعاة ضوابط وآداب الشرع، فيمكنك أن توسطي بعض أقاربك في ذلك، وانظري الفتوى رقم: 108281.
واعلمي أن زواجك إنما هو قدر من أقدار الله التي كتبها قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، والتي يجريها على عباده بحكمته البالغة ورحمته الواسعة، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا، فلا تجزعي لتأخر زواجك، واحذري من كيد الشيطان حتى لا يزرع في نفسك اليأس، وثقي بأن الله قد يصرف عنك شيئاً ترغبين فيه ويدخر لك خيراً منه، قال ابن القيم: والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئاً، وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان علياً.
وننصحك أن تصبري وتحسني ظنك بالله، واعلمي أنك إن استقمت على طاعة الله وصبرت فلن يضيعك الله أبداً وأبشري بكل خير، قال الله تعالى: إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}.
والله أعلم.