الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن المعلوم أن الموظف سواء أكان في الحكومة، أو في القطاع الخاص لا يجوز له أن يقبل الهدية التي تعطى له بسبب وظيفته، سواء طلبها بنفسه، أو أعطيت له دون طلبه، وهذا يدخل في هدايا العمال التي تعد نوعاً من الغلول، إلا إن أذنت وسمحت به المؤسسة التي يعمل فيها.
فإن كان الموظف لا يعطي الناس حقوقهم ولا يقضي حوائجهم ولا يقبل التعامل معهم إلا بشرط الحصول على هدية، أو مقابل مالي، فهذا أشنع وأقبح، وهو سحت وأكل لأموال الناس بالباطل، وإذا تقرر هذا فلا يجوز للمرء أن يُوكل غيره سحتاً ويعينه على باطله وتعديه وتماديه في أكل الحرام، لا فرق بين إعطاء هذا المسؤول هدية أو مالاً مباشرة، أو عمل العرض الذي ذكره السائل، ما دام ذلك في النهاية يأخذه الموظف نفسه دون إذن جهة عمله.
والله أعلم.