الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الحال كما ذكرت من إقامة أخيك علاقة مع تلك المرأة حتى سعت في طلاقها من زوجها وتزوجها رغم نهي والديه له عن هذا الزواج، فقد ارتكب معصية عظيمة بعلاقته بتلك المرأة أولاً وبمخالفة والديه وتخبيب المرأة على زوجها، وهو من كبائر المحرمات، بل ذهب بعض العلماء إلى بطلان زواج من خبب امرأة على زوجها ثم تزوجها، لكن الجمهور على عدم بطلان نكاحه، وانظري لذلك الفتوى رقم: 7895.
فإن كانت هذه المرأة بعد أن حصل منها ما حصل قد تابت مما اقترفت وظهرت عليها علامات الاستقامة، فلا ينبغي لكم أمره بطلاقها، وأما إن كانت غير صالحة فعليكم نصح أخيكم بالسعي في استصلاحها والقيام بواجب القوامة عليها، فإن لم يفد معها ذلك وظهرت عليها ريبة فينبغي أن يطلقها حينئذ، وعلى كل حال ينبغي أن تنصحوا هذا الأخ بالتوبة وتعينوه على تقوى الله، ويمكنكم أن تستعينوا على ذلك ببعض الصلحاء من الأقارب أو غيرهم، كما يمكنكم تشجيعه على مصاحبة الصالحين وسماع الدروس والمواعظ النافعة مع كثرة الدعاء له بالهداية ولا سيما من والديه، فإن دعوتهما له من الدعوات المستجابة.
والله أعلم.