الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أن ما يعرف اليوم بعلاقة الحبّ بين الشباب والفتيات أمر لا يقرّه الشرع ولا ترضاه آداب الإسلام والدعوة إلى خوض الشباب مثل تلك التجارب دعوة دخيلة علينا من عادات الغرب وثقافات الانحلال وهي باب شر وفساد عريض تنتهك باسمها الأعراض وترتكب خلف ستارها المحرمات، وكل ذلك بعيد عن هدي الإسلام الذي صان المرأة وحفظ كرامتها وعفتها ولم يرض لها أن تكون ألعوبة في أيدي العابثين، ولذلك فقد احتاط الشرع في علاقة الرجل بالمرأة الأجنبية عنه، فمن ذلك تحريم الخلوة بها ومنع الكلام معها بغير حاجة والأمر بغض البصر، وإنما شرع للعلاقة بين الرجال والنساء أطهر سبيل وأقوم طريق بالزواج الشرعي لا سواه وانظري في ذلك الفتوى رقم: 1769.
فإذا تهاون الرجل، أو المرأة في حدود الشرع فأوقعه الشيطان في حبائله فليس له أن يحتج بأن الميل القلبي خارج إرادة الإنسان، أما حصول ميل قلبي بين رجل وامرأة دون سعي في أسبابه فلا مؤاخذة عليه ما لم يؤد إلى أمور محرمّة، لكن ينبغي التنبيه إلى أن الاسترسال مع هذا قد يؤدي إلى العشق وهو مرض يفسد القلوب ولمعرفة ذلك المرض وكيفية التخلص منه تراجع الفتوى رقم:9360.
ولا شك أن مجتمع النبوة كان أطهر مجتمع وأبعد ما يكون عن مثل هذا العبث والمجون الذي يروج له البعض أو يسمونه حبا وعشقا، ولكن مع ذلك العصمة من الوقوع في المعاصي ليست إلا للأنبياء وحدهم، وصدور المعصية من غير المعصوم أيا كان زمنه لا حجة فيه لأحد ولا يهون من شأنها، وراجعي الفتوى رقم: 110383.
فالذي ننصحك به أن تحذري من مثل هؤلاء الصديقات اللاتي يدعونك إلى المنكر وعليك بمصاحبة الصالحات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تصاحب إلا مؤمنا. رواه أبو داود.
وعليك أن تشغلي نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك وتحرصي على العلم النافع والعمل الصالح.
والله أعلم.