الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك، وأن يرزقك الثبات عليها وأن يرزقك زوجاً صالحاً تقر به عينك، وأما بالنسبة لما ذكرت من عدم وجود الراحة النفسية: فإن من الثابت شرعاً أن ذكر الله تعالى وطاعته من أعظم أسباب راحة النفس، قال الله تعالى: أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}. وقال سبحانه: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً {النحل:97}.
فإذا لم تجدي هذه الثمرة في قلبك فقد يكون ذلك لتقصير في تحقيق شروط الدعاء، أو لوجود شيء من الموانع أو الشواغل ككثرة التفكير في أمر الزواج، أو غيره من المشاكل، واعلمي أن من دعا الله تعالى أجابه كما وعد، فالمطلوب منك تحقيق الشروط وأن تتيقني إجابة الدعاء ولا تستعجلي، فالاستعجال قد يكون مانعاً من الإجابة، كما بينا في الفتوى رقم: 63158.
وهذه الشكوك التي تنتابك قد تكون من الخواطر الشيطانية، فاجتهدي في مدافعتها، وأكثري من الاستعاذة بالله تعالى من شرها، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 17066، ففيها بيان سبل جلب اليقين بالله تعالى عموماً. ونضيف هنا أن من أسباب كسب الثقة بالله وأنه مجيب الدعاء تدبر نصوص القرآن والسنة وسيرة السلف التي تبين قصصاً واقعية في استجابة الله تعالى دعاء أنبيائه والصالحين من عباده، ونوصيك بأن تحاولي الاستعانة ببعض أخواتك الصالحات في البحث عن زوج. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 18430.
والله أعلم.