الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يشرع لمن نجاه الله عز وجل من مكروه أن يشكر الله تعالى، ويحمده ويكثر من الذكر والاستغفار، فإن النجاة من المصائب نعمة من نعم الله تعالى تستحق الشكر، ويدل لمشروعية شكر الله على النجاة بما تيسر من العبادة ما روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى أن اليهود تصوم عاشوراء، فقال لهم: ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم عظيم، نجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنحن أحق وأولى بموسى منكم. فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه. وفي رواية: فنحن نصومه تعظيماً له.
وعليه، فلا يمنع أن تكثر في مثل هذا اليوم الذي منّ الله عليك فيه بالعافية من الاستغفار والذكر، وأن تتصدق فيه شكراً لله تعالى على ما أولاك من الحفظ والعناية.
والله أعلم.