الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في كفر من لم يؤمن بصدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم, ولا شك ـ أيضا ـ في نقص عقل من لم يؤمن بوجوده أصلا، لأن هذا أمر دل عليه الشرع والتواتر وتاريخ البشرية, فأهل الأرض مسلمهم وكافرهم معاصروهم والغابر منهم يؤمنون بوجود شخص اسمه محمد بن عبد الله ولد في القرن السادس الميلادي وأخبر بأنه رسول من عند الله وجاء بهذا القرآن العظيم الذي بين أيدينا وانتشر دينه في الأرض وأن أصحابه فتحوا البلاد شرقا وغربا وأسقطوا دولة فارس والروم وغيرهما من عروش الكفر, فهذا أمر لا يحتاج إلى استدلال أصلا:
وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
فالتكذيب بوجوده صلى الله عليه وسلم إن لم يكن عن عناد ومكابرة فهو خلل في العقل.
وأما الدليل على صدق نبوته: فقد سبق لنا أن بينا شيئا من الأدلة الدالة دلالة قطعية على صدق نبوته وأنه رسول من عند الله تعالى، كما في الفتاوى التالية أرقامها: 99787, 20138، 117348, 136524.
وأما تشكيكه في السنة النبوية بحجة احتمال تحريفها ووجود الضعيف فيها: فهذه شبهة واهية أيضا يردها أن السنة حجة بالإجماع, وكتب السنة معلومة مشهورة, كتبها أئمة عظماء عن شيوخهم بسلسلة متصلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم, تلقتها الأمة خلفا عن سلف, وما وجد فيها من الأحاديث التي لا يصح سندها قد بينه العلماء وصنفوا في أسماء رجالها وذكروا الثقة من الضعيف وشروط الحديث الصحيح وميزوه عن الضعيف في قواعد مضبوطة وعلم رزين عجز أهل الكتاب أن يحفظوا شريعة أنبيائهم بمثله، وانظري ـ أيضا ـ الفتوى رقم: 7097عن الرد على شبهة التشكيك في الأحاديث النبوية.
والله أعلم.