الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان المقصود بكتابة المنزل لأولادك تمليكه لهم بعد وفاتك, فتلك وصية والوصية لوارث باطلة إلا أن يجيزها الورثة حال كونهم بالغين رشداء, وانظر التفاصيل في الفتوى رقم : 23103.
وأما إن كان المقصود تمليكهم حال حياتك بحيث يحوز حيازة صحيحة ويملكون التصرف فيه بالبيع والهبة وغيرها , فتلك هبة تجوز بشرط العدل بين الأولاد , ولكن إذا كان ذلك بغرض حرمان الأب من الميراث- كما هو الظاهر من سؤالك- فذلك غير جائز، فإن الوصية أو الهبة بقصد حرمان بعض الوثة حرام , كما سبق بيانه في الفتوى رقم : 71872.
ولا شك أن ما ذكرته عن والدك من إهمالك وترك الإنفاق عليك ونحو ذلك فهو ظلم ظاهر وجفاء شديد وسلوك منحرف, ولكن ذلك كله لا يسقط حقه في البر وعدم جواز مقاطعته أو الإساءة إليه, فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالد المشرك الذي يأمر ولده بالشرك, وانظر الفتوى رقم : 3459.
فالذي ننصحك به أن تبر والدك وتحسن إليه على قدر استطاعتك طاعة لربك وابتغاء لمرضاته، ولا تفكر بموتك قبله أو موته قبلك، ولا تشغل بالك بموضوع الإرث فهو حق شرعي للوارث صالحا كان أو فاسقا، وما قدره الله تعالى سيكون قال تعالى: وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. {النساء:9}.
وأبشر بخير فلن يضيع الله صبرك, قال تعالى : إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ. {يوسف:90}.
والله أعلم.